فوزي برحمة مخترع جزائري تم تكريمه في بريطانيا بصفة أحسن مخترع
ربما كلكم تعرفون قصته ... وطبعا تعرفون انه لحظة وصوله للمطار آتيا من بريطانيا لم يحظى باستقبال يليق به وبإنجازه
يعني المشكل معروف إخواني الجزائر لا تنقصها الموهبة لا تنقصها الكفاءة فالشباب ما شاء الله قادرون على صنع المستحيل
لكن السبب معلوم وقد اشار اليه الاخوة ... لما يكون الجسم قوي والاطراف سليمة لكن الرأس به خلل فما فائدة الجسم حينها ؟؟
وهناك قصة لما قرأتها أول مرة اصابتني الكآبة والهم مما وصلت اليه الجزائر وهي مقال صحفي مع اول دكتور جزائري بعد الاستقلال
وصاحب فكرة إدخال الإعلام الآلي للجزائر كأول بلد عربي يدخل هذا المجال وبقوة اليكم المقال ووفروا الدموع فهي لا تكفي للتنفيس عن الهم :
لي تعليق وسط المقال بين قوسين .....
المقال :
البروفسور منتلشطة خبير دولي في الإعلام الآلي باليونسكو لـ"اليوم":
لو أنشأنا إدارة إلكترونية لانخفض ازدحام المرور بـ20 بالمائة
يعد أول دكتور جزائري يتخرج بعد الاستقلال وأول عميد لجامعة الجزائر، يشتغل حاليا مستشار وخبير دولي في الإعلام الآلي وشبكات الإعلام والاتصال لدى المنظمة الأممية "اليونيسكو" ولدى الاتحاد الأوربي وبعض دول أمريكا اللاتينية كالمكسيك وفنزويلا، لعب دورا رئيسيا في ربط الجزائر بالأنترنيت عبر إيطاليا في بداية التسعينيات وبإشراف من اليونسكو التي كان يشغل فيها منصب مدير مركزي مكلف بالإعلام الآلي، وساهم البروفسور يوسف منتلشطة في إنشاء المركز الوطني للإعلام الآلي في 1969 ومعهد الدراسات النووية، إذ كان له كبير الفضل في إدخال الإعلام الآلي إلى الجزائر في نهاية الستينات كتقنية حديثة كانت مقصورة فقط على الدول المتقدمة، وخلال زيارته للجزائر قادما من فرنسا التقت معه جريدة اليوم وأجرت معه هذا الحوار تابعوا...
أجرى الحوار: مصطفى دالع
اليوم: عينت كأول عميد لجامعة الجزائر في 1966، لماذا هذا العام وليس 1962 تاريخ استقلال الجزائر؟
البروفسور منتلشطة: جامعة الجزائر كانت تتبع القانون الفرنسي حتى بعد الاستقلال والذي يفرض على عميد الجامعة أن يكون دكتورا وهذا ما لم يكن متوفرا في الجزائر، فالاستعمار الفرنسي عمل على تجهيل الشعب الجزائري وقلة هم الجزائريون الذين تحصلوا على التكوين الجامعي، بعد الاستقلال ذهبت إلى فرنسا لتحضير رسالة الدكتوراه في الفيزياء وفي 1966 نصبت كأول عميد لجامعة الجزائر بعد أن حصلت على أول دكتوراه، وفي نفس الوقت كنت أدرس الفيزياء وكان لي مخبر بحث أيضا.
ـ من الفيزياء إلى الإعلام الآلي، كيف استطعت النبوغ في مجال ليس تخصصك ونقله من فرنسا إلى الجزائر؟
الصدفة لعبت دورها في هذه النقطة، إذ أنني خلال تحضيري لرسالة الدكتوراه في الفيزياء بفرنسا، عملت مع باحثين فرنسيين في مجال الإعلام الآلي وشبكات المعلوماتية التي كانت في ذلك الوقت تقنية جديدة حتى لدى الغرب وكان حجم جهاز الإعلام الآلي كبيرا جدا، وعندما عدت إلى الجزائر عملت في معهد الدراسات النووية، وساهمت في إنشاء المركز الوطني للإعلام الآلي وذلك في 1969، وقد كانت إستراتيجيتنا تقضي بتكوين الأساتذة في الإعلام الآلي ثم تقديم دروس للطلبة وبعدها شراء أجهزة الكمبيوتر، لأنه لا يمكن شراء آلات لا يوجد من يشغلها، وقد وفر لنا الرئيس الراحل هواري بومدين الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
ـ كيف أخرجتم أجهزة الكمبيوتر من مراكز البحث لاستعمالها ميدانيا في الحياة اليومية للجزائريين؟
نصبنا أول شبكة للإعلام الآلي في مراكز البريد التي كانت تستعمل الماكينات القديمة في إصدار الصكوك البريدية، وعندما صدر قرار سياسي بضرورة أن يحصل كل موظف على صك بريدي، لم يكن بالإمكان تقنيا توفير 300 ألف حساب بريدي بالإمكانيات المتوفرة آنذاك، فبريد الجزائر كان يواجه صعوبات في توفير خدمات لـخمسين ألف موظف فما بالك عندما يتضاعف هذا الرقم ست مرات، وكان الحل يكمن في تنصيب شبكة معلوماتية تربط جميع مراكز البريد ببعضها البعض باستعمال أجهزة الإعلام الآلي، إذ أصبح بإمكان أي زبون لبريد الجزائر سحب أمواله من أي مركز بريدي شاء وهو ما لم يكن متوفرا من قبل، وبذلك أصبحت الجزائر أول دولة عربية وإفريقية بعد دولة جنوب إفريقيا استعمالا للإعلام الألي، وساعدنا في هذا الشأن كلا من تونس والمغرب على تنصيب شبكات معلوماتية، وسمحنا لطلبة أفارقة من عدة دول كموريطانيا والسنيغال من دراسة الإعلام الآلي في معاهدنا، وأصبحت الجزائر خلال سنوات السبعينات معروفة على مستوى العالم الثالث بتقدمها في ميدان الإعلام الآلي وأصبح لها حضورها الدولي في مختلف الندوات العالمية الخاصة بهذا المجال، وقد كنت آنذاك عضوا في مجلس إدارة المكتب الدولي للإعلام الآلي بروما وعضوا في منظمة معالجة المعلومات، وسبقت الجزائر العديد من الدول العربية والإفريقية في هذا المجال إلا أن الأمور تغيرت في سنوات الثمانينات حيث تطور جيراننا بسرعة أكبر منا في حين بدأنا نحن في التراجع.
ـ ما سر هذا التراجع؟
في البداية كانت المؤسسة الوطنية لأنظمة الإعلام الآلي تساعد الشركات على استخدام الإعلام الآلي ولكنها تخلت عن هذا الدور وأصبحت تحتكر عملية بيع أجهزة الحاسوب وبالتالي تحولت هذه الهيئة إلى مؤسسة تجارية، كما أن الطلبة المتخرجين من مركز الإعلام الآلي لم يجدوا مكانا في الشركات الجزائرية يتفق مع تخصصهم وأصبحوا يوظفون كمحاسبين، وهو ما جعل الألوف منهم يهاجرون إلى كندا بالأخص لوجود فرص أفضل للعمل وتطوير كفاءاتهم في ميادين الإعلام الآلي وأنظمة الاتصال، كما أنه لا يوجد تنسيق بين التكوين وسوق العمل، وحتى الشركات التي تستخدم الإعلام الآلي فهي لا تستفيد سوى من 25 بالمائة من ميزات الإعلام الآلي، فهذا الأخير ليس آلة مخصصة للحساب والتصفيف فقط، فهناك مجالات أخرى كأنظمة المعلوماتية والشبكات وأمن المعلومات فلننظر إلى الإشهار والسنيما فهي تستعمل كثيرا الكمبيوتر لكننا لا نعطي أهمية لهذه المسائل، فالهند مثلا استفادت كثيرا من الإعلام الآلي دون أن تخسر مهندسيها الذين كونتهم في جامعاتها وتقوم شركات أمريكية وبريطانية بتوظيفهم في بلدانهم لتخفيض تكاليف اليد العاملة، وعلى سبيل المثال زوجتي تعمل في شركة ألمانية للإعلام الآلي ولكنها تقيم معي في فرنسا (حيث يسلم العمل عبر الأنترنيت).
لماذا اختارت اليونسكو الجزائر كأول دولة في شمال إفريقيا لربطها بالأنترنيت؟
في 1983 عينت مستشارا باليونسكو، وعملت في هذا الإطار بالتنسيق مع إيطاليا على ربط مركز "كونتشيف" الإيطالي المختص في تزويد الأنترنيت بمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني "سريست" في الجزائر وكانت هذه أول مرة يتم فيها تزويد الجزائر بالأنترنيت حيث انتخبت الجزائر لتمثل المنطقة العربية في اليونسكو وأردنا أن نبين بأنه بالإمكان إرسال المعلومات من أوربا إلى إفريقيا وتم اختيار الجزائر لتكون أول دولة في شمال إفريقيا يتم ربطها بالأنترنيت لكونها كانت متطورة في مجال الإعلام الآلي مقارنة بجيرانها، وسعت اليونسكو لتقديم مساعدات تقنية للدول الإفريقية في إطار البرنامج الدولي للمعلوماتية، حيث يمثل الجزائر في المجمع الدولي لمجتمع المعلومات الأستاذ يونس قرار نائب رئيس المجمع المنبثق عن الاتحاد الدولي للاتصالات والهادف إلى تقليص الفجوة الرقمية بين دول الشمال ودول الجنوب.
ـ هناك وزراء في الحكومة متحفظون من تطبيق الحكومة الإلكترونية، فهل الجزائر تفتقد للإمكانيات التقنية لتطبيق الحكومة أو الإدارة الإلكترونية؟
مشكل الحكومة الإلكترونية في الجزائر مرتبط باللغة فهل نستعمل العربية أم الفرنسية، لكن الأمر ليس بهذا التعقيد إذ يمكننا استعمال اللغتين معا فالقضية قضية ترجمة فقط، والحكومة الإلكترونية تعني ببساطة أن المعلومة هي التي تذهب إلى المواطن وليس العكس، ولذلك يجب أن تكون المعلومة متوفرة وصحيحة ويسهل الوصول إليها، ولو طبقنا الإدارة الإلكترونية أأكد لك أن الازدحام في حركة المرور سينخفض بنسبة 20 في المائة، لأن الجزائريين يضيعون أغلب وقتهم في طوابير البلديات والمستشفيات والمحلات ومراكز البريد ويمكن اختصار ذلك كله بواسطة الإعلام الآلي الذي من خلاله يمكن الاطلاع على الحساب البنكي واستخراج الأوراق الإدارية وحجز تذاكر السفر والأكل وأنت جالس في بيتك، فالمعلومة هي الأساس في الحكومة الإلكترونية وغيرها لأن الآلة يمكن شراؤها لكن الأمريكيين لا يمكنهم بيعنا معلومات خاصة بنا، بالإضافة إلى أن المواطنين في دول غربية يمكنهم استخراج وثائقهم الإدارية 24 ساعة على 24 ساعة حتى بعد غلق البلدية أبوابها، وستكون الجزائر مجبرة في مرحلة مقبلة لمواكبة هذه التطورات فعلى سبيل المثال بعض الدول الغربية تحضر لفرض جواز سفر بيولوجي بمعنى أن الدول التي لا تملك مستقبلا مثل هذه الجوازات سيمنع رعاياها من دخول هذه البلدان.
ما هو الأثرالذي تتركه التكنولوجيا الغربية على ثقافتنا الشرقية؟
يجب أن تعلم بأننا نشتري كل شيء من الخارج والحقيقة أننا نشتري ثقافتهم أيضا، فالولايات المتحدة الأمريكية هزمت الكثير من الدول لأنها استطاعت فرض ثقافتها على العالم، ومع ذلك فهناك دول تحاول مقاومة هذه الثقافة فإيران هي أول دولة إسلامية
( لي تحفظ على هذه العبارة ) تنتج لعبة فيديو لها أبعاد تربوية وسياسية أيضا، حيث يحاول مستعمل اللعبة تحرير دبلوماسيين إيرانيين أسرهم الأمريكيون في العراق وسلموهم للإسرائيليين.
أين هو موقع دول أمريكا اللاتينية في ميدان تكنولوجيات الإعلام والاتصال؟
دول أمريكا اللاتينية استفادت كثيرا من الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء كوبا التي حاولت واشنطن تخريب أجهزة الإعلام الآلي لديها عبر نشر فيروسات محمولة في أقراص مضغوطة يتم توزيعها في كوبا، وقمنا في إطار اليونسكو بإعداد موسوعة خاصة بمضادات الفيروسات وأخذ الكوبيون هذه الموسوعة وطوروها وبذلك هزموا الفيروسات الأمريكية، أما في المكسيك فلهم تجربة مميزة في الإصلاح التربوي عبر الإعلام الآلي، حيث وزعت الحكومة مليون حاسوب على الأساتذة وطلبوا منهم أن يحضروا مجموعة دروس للتلاميذ ما بين 6 و10 سنوات كل حسب تخصصه، وبعد عام قدم الآساتذة آلاف الدروس في أقراص مضغوطة، اختارت الحكومة أفضلها، وأنشأت مركزا لتزويد التلاميذ بالدروس عبر الأقراص المضغوطة والأنترنيت، وأحست العائلات المكسيكية بأهمية الحاسوب في تعليم أبنائها فقامت بشرائه، كما قامت البلديات المكسيكية بتقديم دروس للأولياء وتنشئة المرأة.
كيف يمكن للجزائر تقليص الفجوة الرقمية التي تفصلها عن الغرب؟
نحن بحاجة إلى مراكز حاضنة للباحثين المبتدئين والشباب الراغبين في تأسيس شركات صغيرة في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ويمكن لمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني "سريست" أن يلعب هذا الدور، كما أنه لا بد من تكامل بين القطاعين العام والخاص، وسيريست ما زال يحتكر المجال "دي زاد" وعلى سبيل المثال في فرنسا كانت هيئة "إيرنا" هي التي تحتكر المجال "آف آر"، لكنها شكلت جمعية تضم ممثلين عن وزارات البريد والخارجية والمالية بالإضافة إلى مموني الأنترنيت وأصبحت هذه الجمعية تبيع المجال "آف آر" بـ 6 أورو وبعدما كان هذا المجال يكلف الدولة الفرنسية أموالا لما كان محتكرا من طرف هيئة واحدة أصبح يحقق أرباحا، وبالنسبة لمدينة سيدي عبد الله لتكنولوجيات الإعلام والاتصال فلا يمكن لها أن تحقق أهدافها إلا إذا كانت مدينة حية على غرار مدينة "سليكون فالي" في أمريكا التي تجمعت فيها بعض الشركات الصغيرة للمعلوماتية بعدما باعتها الدولة قطعة أرض واستقطبت هذه المنطقة الشركات المتخصصة في المعلوماتية بما فيها الشركات العملاقة مثل "أبل" التي تشكلت في هذا المكان الذي أصبح مدينة كاملة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال.
تعليقي : حتى المقال لن تجدوه في صفحات الانترنت وهو مدفون تماما كما تم دفن الحلم الجزائري وتدمير كل مقومات الإرادة والتطور ...
ما عسانا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ... ولا حول ولا قوة الا بالله