سقط برشلونة الإسباني أمام مضيفه سلتيك الإسكتلندي بنتيجة (1-2) اليوم الأربعاء ضمن المرحلة الرابعة من دوري المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
على معقل "سلتيك بارك" نجح الثنائي الكيني فيكتور وانياما وزميله توني وات من توقيع هدفي سلتيك في الدقيقتين (21) و(83) توالياً، في حين وقّع الهدف الشرفي لبرشلونة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (90+1).
ويعتبر هذا الفوز تاريخياً لسلتيك حيث ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد إذ حقق الفوز على أفضل أندية القارة العجوز في هذه الأيام إضافة إلى تناسب ذلم مع عيد ميلاده الـ125، علاوة على تأمين الوصافة الراهنة للمجموعة.
وبهذه النتيجة، يبقى برشلونة متصدراً للمجموعة الرابعة بـ9 نقاط يليه وصيفه سلتيك بـ7 نقاط في حين يحلّ بنفيكا البرتغالي الفائز على سبارتاك موسكو الروسي (2-0) في المركز الثالث بمجموع 4 نقاط، مع اكتفاء ممثل الروس بالمركز الأخير وضمان الخروج النهائي من البطولة.
الأرقام قبل الأقدام
وفي الفقرة التالية استعراض لمواجهات الفريقين حسب التراتبية الزمنية:
أول مباراة أوروبية بين الفريقين استضافتها مدينة برشلونة وانتهت كتالونية الهوية بنتيجة (3-1) بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 1964، فيما آل لقاء العودة في اسكتلندا يوم 2 كانون الأول/ديسمبر من نفس السنة إلى نتيجة التعادل السلبي (0-0).
عقب هاتين المواجهتين الافتتاحيتين استغرق الفريقان 40 عاماً حتى يعيدهما القدر وجهاً لوجه على بساط المنافسة الأوروبية من بوابة كأس الاتحاد الأوروبي بالتسمية القديمة أو "يوروبا ليغ" كما هو معروف حالياً، وكانت العودة طالع خير على سلتيك الذي توفّق في خطف الفوز الأول والوحيد له حتى الآن أمام برشلونة بهدف يتيم بتاريخ 11 آذار/مارس 2004، فيما انتهى لقاء العودة في الكامب بالتعادل (0-0) يوم 25 آذار/مارس من نفس السنة.
في نهاية العام 2004 نجح الفريقان في بلوغ معمعة دوري أبطال أوروبا واصطدما مجدّداً ضمن دوري المجموعات وانتهت مباراة غلاسكو بفوز صريح للبرصا بـ(3-1) في 14 أيلول/سبتمبر 2004، فيما انتهت موقعة الإياب على أرض الإقليم بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة في الرابع والعشرين من ذات الشهر والعام.
أما آخر المواجهات المحكومة بثنائية الذهاب والعودة بين الفريقين فكانت سنة 2008 حين نجح أبناء فرانك رييكارد آنذاك في تأمين رحلة غلاسكو بـنتيجة (3-2) منها ثنائية لميسي في 20 شباط/فبراير، قبل أن يعيد الكرّة ويحقٌّق فوزاً ضئيلاً على معقله "كامب نو" بهدف وحيد حمل توقيع شافي هيرنانديز في الرابع من آذار/مارس من نفس السنة.
الـ"ميسيشافيستا" يحتفلون بعيدية سلتيك 125
قام نجوم البرصا الثلاثة قبيل قمة الليلة بجولة استطلاعية في أركان المحل التجاري الضخم التابع للنادي والمعني ببيع وتسويق مستلزماته الخاصة من أقمصة وأوشحة وأحذية تحمل شعاره، حيث بادر الـ"ميسيشافيستا" كما أطلقنا عليهم بالتقاط صور تذكارية مع قمصان النادي كحركة نبيلة منهم تجاه النادي البريطاني العريق الذي تأسّس منذ 1887 علماً أنّه خاض أول مباراة رسمية له سنة 1888.
لا محفّزات ...
إضافة إلى كلّ هذا فإنّ زملاء "القائد" شافي هيرنانديز يدخلون هذه المباراة بتركة معنوية معتبرة أساسها الزيارات الناجحة لسفير الإقليم إلى غلاسكو إذ لطالما حقّق المطلوب الإيجابي، كما أنّ برشلونة يحمل في جعبته رقماً جيداً خارج قواعده حيث حقّق 12 فوزاً و10 تعادلات و3 هزائم فقط من مجموع 25 مباراة.
هذه المعطيات والعوامل التفسيرية كان صداها حاضراً في بداية المباراة حيث سرعان ما بسط متصدّر الليغا حالياً نفوذه على أجواء القمة، كما لم تتأخر التهديدات الأولية للعرين الاسكتلندي حيث شهدنا فرصتين متعاقبتين، الأولى كانت بإمضاء شافي الذي سدّد كرة افتقدت إلى القوة اللازمة عقب اصطدامها بالشيلي ألكسيس سانشيز ليتلقّاها الحارس فرايزر فورستر بلا مشكلات (6)، أما الثانية فقد حملت أول ظهور للبرغوث الأرجنتيني ميسي الذي سدّد كرة عالية افتقدت للتركيز (8).
صفعة مفاجئة
هديّة تياغو مؤجّلة وقتياً
فرصة البرازيلي ألفيس لم تكن سوى ذرّ رماد في العيون حيث جاءت ممهّدة للمحاولة الأشد خطراً للبلاوغرانا في هذا الشوط الأول وكانت من توقيع نجمه ميسي الذي انسلّ في وسط منطقة جزاء سلتيك واستثمر عملاً جماعياً مميزاً مع إنييستا ليسدّد بعدها كرة رائعة لم يشاهدها فورستر سوى في العارضة لتمرّ برداً وسلاماً على المرمى الاسكتلندي وتؤجّل هدف "ليو" الأول منذ مجيء مولوده تياغو بعد إخفاقه سابقاً في زيارة مرمى سلتافيغو ضمن مواجهة "لا ليغا".
عناد الحظ
على طغيان حالة سوء الحظ التي هيمنت على أداء برشلونة انتهت حكاية هذا الشوط الأول الذي لم يحفل بأحداث كثيرة عدا هيمنة برشلونة في مقابل "طعنة" الكيني وانياما.
فخّ لم يُجدِ
اعتمد البرصا في هذا الشوط على أسلوب التمويه ومحاولة "إطماع" خصمه المتشبث بواجباته الدفاعية وإقناعه بقبول اللعب وجرّه إلى النسق الذي يعشقه سليلو "لاميسيا"، ولكن لا فائدة جناها أبناء كتالونيا من هذه الخطة بحيث لا تسديدة ميسي اليمينية التي كانت يسيرة على الحارس فورستر (55)، ولا مشاكسة سانشيز وتسديدته الخطيرة التي ردّها حارس سلتيك بمساندة دفاعه (60)، نجحت في اختراق الخرسانة المسلحة التي أتقن المدافعون حبكها.
من جهته لم يبدِ الفريق الاسكتلندي أي نوع من الاجتهادات حيث لم نلحظ منه أي تحرك تجاه دفاع البلاوغرانا الذي كان يضمّ اليافع مارك بارترا الذي يسجّل حضوره الأول أساسياً في المحفل الأوروبي الأضخم.
فورستر نجم اللقاء
كان صبر برشلونة على سلبية خصمه أمراً يدعو للإعجاب، ولكنّ الحظ أيضاً كان ملفتاً بأدواره المختلفة التي لعبها مع كل من برشلونة وسلتيك حيث لم تكن صفة الإنصاف حاضرة، وهو ما أكدته فرصة ميسي المهدورة التي أعقبت عملاً هجومياً منسقاً مع زميله ألبا، ولكنّ إبداع فورستر في الدفاع عن مرماه حرم ميسي من التوقيع على هدية تياغو وهدفه الذي يحمل الرقم 271 مع برشلونة، علماً بأن النجم الأرجنتيني قريب أيضاً من تحطيم رقم الأسطورة البرازيلية بيلي الذي سجّل 75 هدفاً سنة 1958 ولم يتبق له سوى هدفين فقط لتحقيق ذلك.
شعر مدرب برشلونة بضرورة إجراء تغييرات تعطي فريقه نفساً جديداً يحاول من خلاله فك الشفرة البريطانية المعقدة، فبادر بإقحام كل من جيرارد بيكيه العائد بعد غياب طويل مكان مارك بارترا وسيسك فابريغاس عوضاً عن الكاميروني ألكس سونغ (71)، في مقابل زج مدرب سلتيك نيل لينون بالمهاجم توني وات في نفس الدقيقة.
دخول وات لم يكن عادياً فبعدما وطئت قدمه الميدان بعشر دقائق نجح في وضع بصمته على المباراة بتوقيعه الهدف الثاني الذي استغلّ فيه هفوة فادحة من رجل الخبرة شافي هيرنانديز وانسلّ بين دفاعات البرصا لينفرد بالحارس فالديز ويضع الكرة في المرمى مطلقاً رصاصة الرحمة في سيناريو مشابه لما حدث في الشوط الأول الذي جسّد "خيانة الكرة".
نصف هدية
التشكيلة الأساسية للفريقين :
برشلونة :
حراسة المرمى: فيكتور فالديز (1).
خط الدفاع: دانيال ألفيس (2)، خافيير ماسكيرانو (14)، مارك بارترا (15)، خوردي ألبا (18).
خط الوسط: شافي هيرنانديز (6) "القائد"، أندريس إنييستا (8)، ألكسندر سونغ (25)، ألكسيس سانشيز (9).
خط الهجوم: ليونيل ميسي (10)، بيدرو رودريغيز (17).
المدرب : تيتو فيلانوفا.
سلتيك :
حراسة المرمى: فرايزر فورستر (1)
خط الدفاع: أدم ماتاوس (2)، إيف أمبروز (4)، كيلفن ويلسن (6)، شارلي مولغرو (21).
خط الوسط: ميكايل لوستيغ (23)، كريس كومنس (15)، جو ليدلي (16)، فيكتور وانياما (67)
خط الهجوم: ميكو (7)، جيورجوس ساماراس (9) "القائد".
المدرب: نيل لينون.
طاقم التحكيم: هولندي الجنسية.
حكم الساحة: بيورن كيوبرس.
الحكمان المساعدان: ساندر فان رويكل، وإرفين زاينسترا.
الحكمان المساعدان الإضافيان: ريشارد ليسفيلد، وإد يانسن.
الحكم الرابع: دافي غوسنس.
بنفيكا يقفز إلى المركز الثالث
على ملعب "دا لوز" أو ملعب النور كما يعرف، تمكّن الثنائي أندري غوميز ألميدا (29) والبارغوياني أوسكار كاردوزو من تأمين الانتصار لأصحاب الأرض، مع العلم أنم الضيوف لعبوا منذ الدقيقة 77 منقوصين من خدمات لاعبهم نيكولا باريخا بعد طرده.
وقفز بنفيكا بفوزه إلى المركز الثالث برصيد 4 نقاط وحافظ على فرصته كاملة في بلوغ الدور القادم لا سيما مع خروج سبارتاك موسكو بشكل رسمي من المنافسة.