وللحريَّةِ الحمراءِ بابٌ ... بكلِّ يدٍ مُضرَّجةٍ يُدَقُّ.

خـليل

:: عضو مميز ::
إنضم
8 فيفري 2018
المشاركات
1,606
مستوى التفاعل
1,119
النقاط
113


السلام عليكم

وللحريَّةِ الحمراءِ بابٌ ... بكلِّ يدٍ مُضرَّجةٍ يُدَقُّ.

البيت من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله (نكبة دمشق)
أنشدها في حملة جمع الإعانات في مصر لمنكوبي سورية.. 1926 .

مطلعها :


سـلامٌ من صبا بَردَى أرَقُّ .. ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يـا دمشق.

قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته : " ثم جاء البيتُ الذي صار - على ضَعف تأليفه- بيتَ القصيد في هذه الأبيات التي تصلح أن تكون نشيد النضال:

وللحرّيةِ الحمراءِ بابٌ … بكلِّ يدٍ مُضرَّجةٍ يُدَقُّ."

وقال : " هذه القصيدة ليست من أجود ما نظم شوقي وقافيتُها من أصعب القوافي. وأنا أعرف ظروف نظمها، فقد نظمها على عَجَلٍ، ولكن شاعريَّتَه مَحَتْ آثار عجلتِه. فجاءت فيها أبياتٌ سارَتْ في الناس مسير الأمثال، وخلدَت خلود أبيات المتنبّي، وصارت مدداً لكل خطيب يخطب أو زعيم يقود. حوت معاني تبقى جديدة ولو مرّت عليها السنون.."



وقال : " ولا تقولوا: ما له ينصحنا. وما هو من أهل دارنا ؟. فإن هموم الشرق تجمعنا:


نَصحْتُ ونحنُ مختلفون داراً … ولكنْ كُلّنا في الهمِّ شَرْقُ
ويجمَعُنا إذا اختلفَتْ بلادٌ … بَيانٌ غيرُ مختلفٍ ونُطْقُ


على أنَّ البيانَ لا يجمعُ ما لم يكُن معه الإيمان؛
فقد كان العربُ قبل الإسلام أهلَ فصاحةٍ وبيان وكان يجمعهم النَّسبُ واللِّسان،
وما جعلَهم أمةً واحدةً حتى نزل القرآن
."

وقال : " ومن أبياتها السائرة:


وقَفتم بين موتٍ أو حياةٍ … فإن رُمتُمْ نعيمَ الدهرِ فاشقوا
وللأوطانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ … يدٌ سلَفَتْ ودَيْنٌ مُستحقُّ
ومَنْ يُسقى ويَشربُ بالمنايا … إذا الأحرارُ لمْ يُسقَوا ويَسقُوا؟
ولا يبني الممالِكَ كالضحايا … ولا يُدني الحقوقَ ولا يُحِقُّ
ففي القتلى لأجيالٍ حياةٌ … وفي الأسرى فدىً لَهُمُ وعِتقُ".


ثمَّ نبَّه الشيخ الطنطاوي على اعتذار شوقي "اعتذار اليراعة والقوافي" عن مطلع القصيدة " وأنَّ المُصابَ والرزء جللٌ.. فقال: " وقديماً قالوا إن «براعة الاستهلال» من محسّنات المقال. وقد حيّا شوقي في مطلع القصيدة دمشقَ ووصفَ رقَّة نسيمها وصباها، ودمعه على ما حلّ بحماها. ولكن له مطالعَ أجْوَدُ، كمطلع قصيدته في «الأزهر» الذي أنطقَ فيه أكبرَ ناطق وهو الدنيا، وأسمعَ أعظمَ سامع وهو الزمان:

قُمْ في فَمِ الدّنيا وحيِّ الأزهرا … وانثُرْ على سَمعِ الزّمانِ الجَوْهرا

ومطلع الشامية الأخرى:

قُمْ ناجِ جِلّقَ وانشُدْ رسمَ مَن بانوا … مشَتْ على الرّسْمِ أحداثٌ وأزمانُ


ولقد أحسّ بهذا فقال:

ومعذرةُ اليراعةِ والقوافي … جلالُ الرُّزءِ عن وَصفٍ يَدِقُّ

وما قصّر مع ذلك في الوصف..."
انتهى النقل من : " ذكريات على الطنطاوي" من الشاملة.

والقصيدة في دواوين أحمد شوقي باختلاف تسمياتها.. هنا الصفحة 348 وما بعدها..

ومن القصيدة :

وقيلَ معالمُ التاريخ دُكَّت … وقيل أصابَها تَلفٌ وحرقُ
ألستِ دمشقُ للإسلام ظئرًا … ومُرضِعةُ الأبوَّة لا تُعقُ
صلاح الدين تاجُك لم يُجمَّلْ … ولم يُوسَم بأزيَنَ منه فرْقُ
وكل حضارة في الأرض طالت … لها من سرحك العلويِّ عرق
سماؤك من حلى الماضي كتابٌ … وأرضكِ من حلى التاريخ رَقٌّ
بنيتِ الدُّولة الكبرى وملكًا … غبارُ حضارتيه لا يُشقُّ
له بالشَّام أعلامٌ وعرسٌ … بشائرهُ بأندلس تُدَق

بني سورية أطَّرحوا الأماني … وألقوا عنكمُ الأحلامَ ألقوا
فمن خِدَعِ السياسة أن تغروا … بألقاب الإمارة وهي رِقٌّ



فتوقُ الملكِ تحدُثُ ثم تمضي. … ولا يمضي لمُختَلفَيْنِ فتقُ.





1.JPG


الله الموفق.



 
التعديل الأخير:
السلام عليكم

رحمه الله وتقبَّله في الشهداء والصالحين.. آمين.

الله الموفق.
 
عودة
أعلى